كنت أختلس عصر الثلاثاءات في الثمانية أسابيع الماضية، لأنهل من مورد الحياة الحقيقي مع رفقة اجتمعت لترتوي من معين القرآن وترقق قلبها وتزكي نفسها وسط زحمة الحياة وإرهاصات العمل.
كان برنامجًا فريدًا إلّا أن أكثر ماكان يصيبني بالقشعريرة هو درس التجويد، ولأوّل مرة في حياتي أدرس التجويد عمليًا وحضوريًا، درسته في المدرسة نظريًا وبعدها كانت لي عدة تجارب في حلقاتٍ عن بعد، و لحاجز الصورة والتفاعل الحيّ كان نفعها محدودًا.
كنت أتعجّب كل ثلاثاء وأسبّح الله من عظمة التعلّم بالتلقي!
ترسم المعلمة لنا الجوف ومخارج الحروف على السبورة وتشرحها، ثم تمثّل النطق بفمها ،ثم تحاكي بحركة يدها حركة الفم واللسان، ثم تستمع
لنا و تقوّم مخارجنا دون كلل ودون ملل لتنهي الحلقة بوصفة مخصصة لكل طالبة تساعدها على تجاوز تحدياتها التجويدية:
١-التلاوة بصوت عال لتحسين النطق
٢- القراءة أمام المرآة لملاحظة الأخطاء
٣- تسجيل الصوت وإعادة سماعه
٤-عدة مقاطع تناسب مشكلتك لتدرب نفسك عليها
وأخيرًا بعد سنوات من المعاناة تغلبت على مشكلة عندي مع حرف الألف، بفضل الله ثم صبر المعلمة و فرصة التعلّم بالمشافهة التي أفتقدها كثيرًا مع هذا التطور الرقمي الذي ربما سهّل علينا التعلم وأعطانا ترف اختيار الوقت والمكان والمعلم، إلا انه سلبنا ميزة المشافهة والمعايشة والتلقي من المعلّم وجهًا لوجه .
*للاستزادة حول برنامج مورد التفاصيل في حسابهم @mawrid39 واعترف اني معجبة بأسماء الفقرات وأفكارها، فريق مُحسن ومُتميّز.
